المرأة في التنمية والسلامعلياء محمد

استطاعت المرأة اليمنية أن تبدع في مهنة الإعلام، وأصبح لكثير منهن أصوات مؤثرة في المجتمع. وفي المقابل، ما يزال عددٌ لا بأس به من النساء يواجهن صعوبات وتحديات مختلفة في تحقيق تقدم في مجال الإعلام ومن هذا المنطلق يأتي دور الشباب الحيوي والمهم في دعم النساء العاملات في مجال الإعلام وتمكينهن.

ويعد هذا الدور ضروريًا وحاسمًا لتحقيق المساواة بين الجنسين في هذا المجال؛ الأمر الذي يترك تأثيرًا إيجابيًا وملموسًا؛ فــ”شبابنا اليوم يعيشون تحولًا فكريًا وثقافيًا يساعدهم على تجاوز التحديات وفهمها التي تواجه النساء العاملات في مجال الإعلام”، هذا ما أكد عليه المخرج والإذاعي عمرو محمد.

ويضيف: “يمتلك الشباب القدرة على تغيير الثقافة والممارسات المؤسسية للهيئات الإعلامية من خلال الضغط على الجهات صانعة القرار لإنشاء سياسات واضحة لمكافحة التمييز والتحيز الجنسي، وضمان توفير الفرص المتكافئة للنساء. ويمكن للشباب أن يكونوا وسطاء لتشكيل وسائل الإعلام البديلة، وتعزيز التنوع في المحتوى، مما يسمح للنساء بتسليط الضوء على قضاياهن وتعزيز حضورهن في مجال صناعة الإعلام”.

وحلل عمرو محمد دور الشباب في دعم النساء العاملات في مهنة الإعلام من عدة جوانب، أبرزها القيام بأنشطة توعوية وتثقيفية توضح الأدوار والمسؤوليات المتاحة للنساء في مجال الإعلام، وتعزز فكرة المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى مناقشة قضايا التمييز والتحيز الجنسي التي تواجهها النساء العاملات في الإعلام.

ويتابع بالقول: “يستطيع الشباب دعم النساء العاملات من خلال تقديم الدعم النفسي الذي يعزز الثقة والاستقلالية لدى النساء ويؤثر إيجابيًا على أدائهن المهني، بالإضافة إلى توفير فرص تدريب لهن وتطوير مهاراتهن التي تلعب دورًا مهمًا في تحسين فرصهن في الاستقدام والترقية”.

من جانب آخر يؤكد الإعلامي عدنان عبد الرحمن الشيباني أهمية دور الشباب في دعم مشاركة المرأة في المجال الإعلامي، لتسهم في تحقيق التنوع وتعزيز المساواة والعدالة في المجتمع. ويقول: “دور الشباب في دعم مشاركة المرأة في الإعلام لا يمكن تجاوزه أو إهماله؛ إذ يضطلع الشباب بدور حاسم في دعم مشاركة المرأة في الإعلام من خلال تعزيز الوعي والقدرات، وتوسيع النقاش والتواصل لتمكين المرأة وتعزيز دورها في هذا المجال المهم”.

مضيفًا: “يمكن للشباب أيضا أن يكونوا حلقة وصل بين المرأة والمؤسسات الإعلامية والجمهور. إضافة إلى ذلك يتبنى كثير منهم إيجاد مساحة للنساء الإعلاميات في المؤسسات الإعلامية للقيام بتغطيات حول قضايا المرأة، وتقديم أصواتهن ونشر تجاربهن في وسائل الإعلام المختلفة”.

مشيرًا في حديثه إلى دور الشباب في دعم النساء الإعلاميات وتحقيق التوازن بين الجنسين في المحتوى الإعلامي من خلال تمثيل المرأة في وسائل الإعلام، والنقاش حول قضايا المساواة والتمكين، وزيادة الوعي بأهمية وجود المرأة في صناعة المادة الإعلامية وتأثير ذلك على التنوع والتمثيلية.

وتطرق الشيباني إلى الدور المهم الذي يؤديه الشباب لبناء قاعدة قوية من النساء وتعزيز قدراتهن في مجال الإعلام عن طريق تقديم التدريب والورش العملية والتأهيلية للراغبات في دخول مجال الإعلام، وتزويدهم بالمهارات الضرورية، مثل التحرير والتصوير وإدارة وسائل الإعلام الاجتماعية.

منصة “نسوان” أنموذجًا

تعمل كثير من المنصات والمؤسسات الإعلامية على تدريب الإعلاميات، وإطلاق مشاريع إعداد التقارير الصحفية، والمساعدة في بناء المؤسسات الإعلامية، ومنصة “نسوان” إحدى أهم هذه المنصات.

تقول هدى حربي -صحفية في منصة نسوان-: “(نسوان) منصة إعلامية متخصصة بإعلام المرأة في اليمن، تهدف إلى مناقشة قضايا المرأة اليمنية، وتعزيز حضورها في المجال الإعلامي. تأسست المنصة في 3 مايو 2019م من قِبل مجموعة من الصحفيات اليمنيات”.

مضيفة: “جاءت فكرة إنشاء المنصة نتيجة الحاجة إلى وجود منصة إعلامية متخصصة في قضايا المرأة اليمنية، تنقل صوتها وتسلط الضوء على احتياجاتها وحقوقها، كما أردنا أن نوفر الفرصة للإعلاميات اليمنيات للتعبير عن أنفسهن، وعرض إبداعهن في العمل الإعلامي”.

مشيرة في حديثها إلى أن اختيار قضايا النساء للحديث عنها جاء من إيمان المنصة بأن المرأة هي نصف المجتمع، ولها دور مهم في بنائه وتطويره. بالإضافة إلى ذلك فإن قضايا المرأة اليمنية غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من أهميتها، والمنصة تسعى إلى تسليط الضوء عليها وإيجاد حلول لها.

وأوضحت حربي أن المنصة وفرت للإعلاميات اليمنيات مجموعة من التدريبات لتمكينهن في العمل الإعلامي، وتقديم صورة إيجابية عن المرأة اليمنية. وترى أن للشباب دورًا حيويًا وفعالًا في تعزيز حضور المرأة في مجال الإعلام، وتحقيق أهدافها في الإسهام في بناء المجتمع.

تبقى جهود الشباب ومشاركاتهم المتكاملة في تعزيز وضع النساء ودعمهن في جميع جوانب الحياة المهنية، ومجال الإعلام خاصة، جهودًا واضحة وملموسة وضرورية.