المرأة في التنمية والسلام – يُمنى الزبيري

في الآوانة الأخيرة أصبحت المرأة واحدة من أهم العناصر الناشطة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في اليمن، ممّا جعل لزيادة مشاركتها في مجال الإعلام أهمية كبيرة، فمن خلال وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك التلفزيون والإذاعة والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، استطعت المرأة اليمنية تسليط الضوء على قضاياها والقضايا المجتمعية الأخرى التي تهمها؛ ممّا أدّى إلى خلق وعي مجتمعي. كما أنّ مشاركة المرأة اليمنية في وسائل الإعلام المختلفة سهلت على النساء التعبير عن آرائهنّ ومخاوفهنّ وطموحاتهنّ، ممّا أسهم في تعزيز قوة صوتهنّ وتمكينهنّ من صنع القرارات المهمة على المستوى الاجتماعي والسياسي. بفضل المشاركة الفعالة للمرأة اليمنية في وسائل الإعلام، تمّ تسليط الضوء على الظلم والتمييز الذي يواجههنّ، وتمّ تعزيز الضغط لإحداث تغييرات إيجابية في السياسات والقوانين المتعلقة بحقوق المرأة.

 على الرغم من هذا ما تزال المرأة اليمنية تواجه كثيرًا من التحديات في مجال الإعلام، بما في ذلك التمييز النوعي، والنظرة المجتمعية القاصرة للنساء العاملات في هذا المجال.

على إثر ذلك، نفذت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي بـ”يمن إنفورميشن سنتر” استطلاعَ رأي بعنوان (المرأة في الإعلام في اليمن)؛ لمعرفة آراء عينة من المجتمع اليمني حول أهمية عمل المرأة في مجال الإعلام في اليمن، وما أهم المشكلات التي تواجهها من وجهة نظرهم.

أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت (148) شخصًا، كان أكثر المشاركين فيه من الإناث بنسبة 72,9% مقابل 27,1% من الذكور. وكانت الفئات العمرية للمستطلَعين متفاوتة؛ فـ54,2% منهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-25 عامًا، و33,3% منهم تراوحت أعمارهم ما بين 26-35 عامًا، و3,8% كانت نسبة المشاركين من الفئات العمرية ما بين 36-45 عامًا، وبنسبة 2,1% لمن أعمارهم ما بين 46-65 عامًا وبنسبة 2,1% أيضًا لمن هم فوق ألـ 65 عامًا.

أمّا عن المؤهل الدراسي فكان أغلب المشاركين من الحاصلين على الشهادات العليا بنسبة 60,4%، ثم الحاصلون على شهادة البكالوريوس بنسبة 33,3%، وبنسبة 6,3% فقط للطلاب الجامعيين.

وبالنسبة للنطاق الجغرافي للاستطلاع، جاءت العينة من عشر محافظات، هي: صنعاء بنسبة 62,5%، تعز بنسبة 414,%، عدن بنسبة 6,3%، الحديدة بنسبة 4,2% وبنسبة 2,1% لكل من ذمار، وحضرموت، والمحويت، وشبوة، وحجة، والمهرة، كُلّ على حدة.

النتائج الرئيسة

في البداية، اعتقد ما نسبته 97,9% من المشاركين في الاستطلاع أنّ عمل المرأة في وسائل الإعلام في اليمن مهم، وذلك للأسباب الآتية:*

  • تعزيز التنوع في وسائل الإعلام، بنسبة (95,8%).
  • تمكين المرأة، بنسبة (89,6%).
  • تعزيز الثقافة الديمقراطية والمشاركة المجتمعية، بنسبة (25%).
  • تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بنسبة (25%).
  • تعزيز الوعي بقضايا المرأة، بنسبة (22,9%).

في حين اعتقد ما نسبته 2,1% عكس ذلك.

واتفق المشاركون في الاستطلاع بنسبة 100% أنّ مشاركة المرأة في وسائل الإعلام في اليمن يمكن أن تسهم في تغيير الصورة النمطية عنها في المجتمع.

أمّا عن فرص النساء في مجال الإعلام مقارنة بالرجال فيعتقد 77,1% من المشاركين أنّ المرأة تحصل على نفس فرص الرجل في هذا المجال، في حين اعتقد 22,9% عكس ذلك.

وعند الحديث عن العوائق التي تواجه عمل المرأة كانت إجابات المشاركين في الاستطلاع الآتي:*

  • التحيز النوعي، بنسبة (81%).
  • قلة الفرص، بنسبة (68,8%).
  • نقص الدعم، بنسبة (37,5%).
  • القيود الثقافية والاجتماعية، بنسبة (27,1%).

كما يعتقد المشاركون في الاستطلاع أنه يجب القيام بخطوات من قبل المجتمع والجهات المعنية لتعزيز مشاركة المرأة في وسائل الإعلام في اليمن من هذه الخطوات الآتي: [1]*

  • توفير الدعم والتمويل لمشاريع الإعلام التي تقودها النساء، بنسبة (93,8%).
  • إنشاء سياسات وقوانين تعزز التمثيل النسائي في وسائل الإعلام، بنسبة (58,3%).
  • تعزيز التوعية والتثقيف، بنسبة (43,8%).
  • توفير بيئة عمل تشجع المرأة على الانخراط في مجال الإعلام، بنسبة (35,4%).

في الختام، اتّفق المشاركون في الاستطلاع على أنّ وجود المرأة في مجال الإعلام في اليمن ضرورة ملحة لتحقيق التنمية والتغيير الاجتماعي؛ لأنّه يسهم في إبراز تجاربها وصوتها، وتعزيز حقوقها ومشاركتها في المجتمع، وتغيير الصورة النمطية عن المرأة.


[1]   *   سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بـ100 %.