المرأة في التنمية والسلام – حنان حسين

تلعب المرأة اليمنية دورًا مهمًّا في الساحة الإعلامية اليمنية، فهي تمثل أكثر من نصف المجتمع؛ إذ بلغت نسبة ظهور المرأة في الإعلام اليمني ما يقارب 9,7 %، في حين ظهر الرجل بنسبة 90,3 %، حسب دراسة صادرة عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، وتتنوع أدوارها بين تقديم البرامج بأنواعها (الإخبارية، والثقافية، والاجتماعية)، بالإضافة إلى الإخراج والإنتاج.

أهمية دور المرأة في الساحة الإعلامية اليمنية

في الحديث عن أهمية وجود المرأة في المجال الإعلامي، تتحدث المذيعة أديبة الصراري بقولها: “المرأة اليمنية كما عهدها التاريخ منذ الأزل هي المشاركة والمربية والقدوة لأبناء جيلها، وكان لها دور رائد في عدة مجالات، منها: المجال الإعلامي؛ إذ قامت بالتوثيق ورفع التقارير الحقوقية، والتغطية الميدانية كمراسلة لقنوات فضائية، والعمل الإنساني والمجتمعي، وهذا بحدِّ ذاته يهدف إلى قوة المرأة اليمنية وصلابتها التي تظهر في أعتى الظروف”.

وتضيف: “من حيث الفائدة، فقد أوصلت العديد من الحالات المعدمة إلى المكان المناسب، وقامت بمساعدتهم، وأنقذت ما يمكن إنقاذه ممَّن تسبب لهم الصراع والنزوح بأحداث مأساوية، ونجحت في تطبيب الجراح كطبيبة، ونقلت الحقيقة للعالم كإعلامية”.

ويرى الخبراء والمختصون أنّ أهمية المرأة في المجال الإعلامي يُسهم في العديد من الجوانب المهمة للمجتمع، منها في نشر الوعي المجتمعي حول مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتعزيز المشاركة المجتمعية.

بالإضافة إلى التعريف بأهمية المرأة، وتعزيز مشاركتها في جميع جوانب الحياة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتغيير الصورة النمطية عن المرأة في المجتمع، وإظهار قدرتها على الإسهام في مختلف المجالات.

أبرز الأدوار التي لعبتها المرأة في الإعلام

تتمثل أبرز الأدوار التي لعبتها المرأة في الإعلام اليمني ضمن مجالات عديدة، منها الصحافة والإعلام المرئي، والإعلام المسموع، وقد أسهمت المرأة الصحفية في تسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة في المجتمع اليمني، كما أسهمت في تقديم برامج متنوعة تخاطب مختلف شرائح المجتمع، مثل برامج اجتماعية، وثقافية، وسياسية، ورياضية.

ميثاق توفيق (إعلامية)، تحدثت في هذا الشأن بقولها: “المرأة في الإعلام برزت في مختلف أقسامه؛ من صحافة وتلفزيون وإذاعة، وقدّمت العديد من الأعمال الاجتماعية والاقتصادية والتوعوية والثقافية”.

وتضيف: “المرأة اليمنية كانت وما زالت لها دور بارز في الساحة الإعلامية، رغم كلّ الصعوبات التي واجهتها في بداية خوضها هذا المجال، الذي كان في السابق حِكرًا على الرجال فقط”.

الصحفية أنيسة محمد، ترى بأنّ للإعلامية دورًا إعلاميًّا كبيرًا، مثلها مثل الرجل، في تأدية دور الإعلام في المجتمع، فمن هذه الأدوار ما ذكرَتْه بقولها: “توعية المجتمع، والتسلية، والثقيف، ونقل الوقائع والحقائق”.

وتضيف أنيسة بالقول: “المرأة الإعلامية قدّمت كلَّ الأدوار للمجتمع، وجاءت لخدمة المجتمع، وتلبية احتياجاته المعلوماتية”.

وتؤكد أديبة الصراري (مذيعة)، بقولها: “لا شك أنّ دور المرأة له تأثير كبير، من خلال العمل الميداني أو المكتبي أو التلفزيوني، أو الإذاعي، وتتبلور أهميته في اختيار المحتوى المُقَدَّم لخدمة قضايا المجتمع، وحينها يُصبح الهدف الأسمى هو رفع الوعي لأكبر شريحة ممكنة بمختلف المجالات المختلفة”.

وتضيف الصراري: “شهدنا في الآونة الأخيرة حصول كثير من الإعلاميات اليمنيات على جوائز إبداعية ودولية، وهذا ينعكس إيجابًا على دورها الفعّال في الساحة اليمنية”.

الصعوبات

يُسهم دور المرأة في الإعلام في العديد من الجوانب المهمة للمجتمع، لكنّها في ذات الوقت تقيدها مجموعة من التحديات، منها ما ذكرها ثلّةٌ من الإعلاميين.

ميثاق توفيق (إعلامية)، تتحدث بهذا الشأن قائلة: “المرأة في مجال الإعلام في اليمن واجهت كثيرًا من الصعوبات والتحديات والعقبات الصعبة، وما زالت حتى اليوم تحاول أن تثبت نفسها في المجال، خاصة في ظل الصراع الذي تعيشه البلاد، الذي أثّر بشكل واسع على كلِّ مسارات الحياة بما فيه الإعلام”.

 

أديبة الصراري (مذيعة)، صرحت قائلة: “تواجه المرأة صعوبة في التنقل والتحرك بشكل عام دون وجود محرم لها، بالإضافة إلى صعوبة السفر لمناطق النزاعات المسلحة بحكم عملها الصحفي، إضافة إلى قلة وجود طاقم متكامل معها أثناء تغطيتها الميدانية، وشحة المعلومات التي تحتاج للمتابعة طويلاً”.

وتردف الصراري: أنّ عمل المرأة في المجال الصحفي والميداني مرهق ومتعب وشاق، وهذا قد يعود لعدم تأمين دخل مناسب وجيد في العمل المكتبي، أو أعمال أخرى، وربما صعوبة المعيشة تجعلها تخاطر في هذه المهنة الصعبة.

 

 

أنيسة محمد (صحفية)، ترى أنّ المرأة في المجال الإعلامي قد تواجه صعوبات، مثلها مثل بقية المهن، التي تواجه فيها النساء صعوبات لكونها امرأة؛ فالمجتمع ينظر للإعلامية على أنّها مظهر ووسيلة لجذب المتابعين فقط، لهذا تعمل الوسائل الإعلامية على استقطاب ذوات الجمال بغض النظر عن قدراتهنّ الإعلامية، في حين الأخريات يمكثن في البيوت.

وتضيف أنيسة: “صعوبة التنقل من محافظة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى، منفردةً لأداء عملها؛ لعدم تقبل مجتمعنا المحافظ سفرَ المرأة دون محرم، ولا ننسى انغلاق المجتمع على فكرة تقبل وجود المرأة في المجال الإعلامي”.

المعالجات

ميثاق توفيق ترى أنّ هناك معالجات جذرية، منها الفكرية والاجتماعية، والمساحة التي لا بُدّ أن تُعطَى للمرأة في مختلف تشعبات المجال وأقسامه.

أديبة الصراري ترى أنّ أبرز المعالجات ما ذكرته بقولها: “من المعالجات التي يمكن وضعها بعين الأهمية، الاهتمام بفكر المرأة ووعيها وثقافتها بعيدًا عن المظهر الخارجي، والاعتناء بالمضمون وتنميته وصقله، ويكون الاختيار ممَّن هنّ أجدر وأكفأ بالصحافة والإعلام، وهنَّ كُثُر، بعيدًا عن الانتقاء غير المهني في هذا الجانب”.

وأضافت: “يجب القيام بكثير من الدورات التدريبية للمرأة، وخلق فرص للعمل، وإعطاؤها مساحة للإبداع، وتوعية المجتمع بدور الإعلامية وأهميتها”.

كما ترى الصراري أنّه من الممكن أن يخصص للمرأة العمل المكتبي، وبناء التقارير والقصص الإنسانية والوثائقية، وتنمية مهاراتها بالكتابة، والتحرير في المواقع الإخبارية، وغيرها من المهام التي تتناسب مع طبيعتها كامرأة.

ويضيف خبراء ومحللون: أنّه يجب تشريع القوانين والأنظمة التي تحفظ حقوق المرأة، وتغيير النظرة المجتمعية الدونية للمرأة العاملة في المجال، كما يجب دعم المرأة العاملة، من خلال توفير فرص عمل متكافئة للمرأة والرجل، وتوفير التدريب والتأهيل للإعلاميات، بالإضافة إلى توفير فرص تدريب وتأهيل للمرأة في مجال الإعلام.

تلعب المرأة اليمنية دورًا مهمًّا في الساحة الإعلامية اليمنية، وتُسهم في العديد من الجوانب المهمّة للمجتمع. ولا بُدَّ من تحسين عمل المرأة، وإبراز أهمية دورها في المجتمع؛ لتعزيز قيم المساواة بين الجنسين، ونشر الوعي المجتمعي، ودعم حقوق الإنسان.

للمرأة دور مهمٌّ وبارز في الساحة الإعلامية اليمنية، وقد أسهمت المرأة في نشر كثير من القضايا وعرضها ومعالجتها بأساليب أقل ما يقال عنها إنّها احترافية، وأكثر دقةً وانضباطًا. فهل نرى الإعلامية اليمنية أكثر تمكينًا؟