المرأة في التنمية والسلام – يُمنى الزبيري

العنف ضد المرأة هو نمط من أنماط العنف الذي يستهدف النساء بسبب جنسهن أو نوعهن الاجتماعي. ويشمل العنف ضد المرأة مجموعة واسعة من السلوكيات الضارة التي تستهدف النساء، سواء في الحياة العامة أو الخاصة، مثل: العنف الجسدي، العنف النفسي، العنف الجنسي، التحرش، الزواج القسري، والعنف الاقتصادي، وغيرها من السلوكيات التي يترتب عليها آثار بدنية ونفسية واجتماعية على المرأة المتعرضة له.

وفي اليمن، تعاني النساء من العديد من أشكال العنف؛ إذ تعرضت المرأة في كثير من الحالات للتمييز النوعي والعنف القائم على النوع الاجتماعي لسنوات، حتى من قبل بدء الصراع. وبطبيعة الحال ازداد الوضع سوءًا بعد حدوث الصراع في اليمن؛ فقد تفاقمت حالات العنف ضد المرأة لتصل نسبة النساء اللاتي تعرضن للتعنيف منذ بداية الصراع حتى عام 2022 إلى ما يقارب 63%. ويعود سبب هذه الزيادة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية وتفاقم الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي؛ مما أدى إلى زيادة التوتر والعنف في المجتمع، ووقعت غالبية نتائجه على النساء كونهن أكثر الفئات ضعفًا في المجتمع اليمني.

على إثر ذلك، نفذت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي بـ”يمن إنفورميشن سنتر” استطلاعَ رأي بعنوان (العنف ضد المرأة في اليمن)؛ لمعرفة آراء عينة من المجتمع اليمني حول مدى انتشار العنف ضد المرأة في اليمن من وجهة نظرهم، وأسباب هذا الانتشار، والحلول الممكنة للحد من هذه الظاهرة.

أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت (1006) أشخاص، كانت الغالبية العظمى منهم من الإناث بنسبة وصلت إلى 91.7%، مقابل 8.3% من الذكور. أما عن الفئات العمرية للمشاركين في الاستطلاع فقد كانت متفاوتة، فـ55.6% منهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26-35 عامًا، و23.6% منهم تراوحت أعمارهم ما بين 36-45 عامًا، و14.3% كانت نسبة المشاركين من الفئات العمرية ما بين 18-25 عامًا، وبنسبة 6.1% لمن أعمارهم ما بين 46-65 عامًا، وبنسبة 0.4% أيضًا لمن هم فوق الـ65 عامًا.

أما عن المؤهل الدراسي فأغلب المشاركين من الحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 47.2%، ثم الطلاب الجامعيون بنسبة 25.2%، وبنسبة 13.6% للحاصلين على الثانوية العامة، وبنسبة 12.6% للحاصلين على الشهادات العليا، وفقط بنسبة 1.4% للحاصلين على الشهادة الإعدادية أو أقل.

وقد استهدف الاستطلاع نطاقًا جغرافيًا واسعًا؛ إذ جاءت العينة من عشرين محافظة، هن: صنعاء بنسبة 25.3%، تعز بنسبة 22.7%، الحديدة 15.1%، إب 9.6%، عدن 5.4%، ذمار 4.6%، حضرموت 3.9%، المحويت 2%، لحج 1.8%، ريمة 1.8%، الضالع 1.4%، شبوة 1.4%، المهرة 1.2%، سقطرى 1%، صعدة 0.8%، حجة 0.6%، الجوف 0.5%، عمران 0.4%، مأرب 0.3% وفقط بنسبة 0.2% لمحافظة أبين.

النتائج الرئيسة

في البداية يعتقد 86.3% من المشاركين أن العنف ضد المرأة مشكلة شائعة جدًا في اليمن، في حين قال 12.4% من المشاركين إنه لا وجود لأي انتشار للعنف ضد المرأة يجعله مشكلة شائعة، أما 1.3% فقد قالوا إنهم لا يملكون أي فكرة عن الموضوع.

وقال ما نسبته 93.8% إنهم بالفعل يعرفون نساءً تعرضن للعنف في حياتهن، في حين اتجه الـ6.2% منهم إلى القول إنهم لا يعرفون أي امرأة تعرضت للعنف. وعند الحديث عن أكثر أنواع العنف التي تواجه المرأة، كانت إجابة المشاركين في الاستطلاع كالآتي:*

  • العنف النفسي، بنسبة (64.3%).
  • العنف الجسدي، بنسبة (61%).
  • العنف اللفظي، بنسبة (51.9%).
  • العنف الجنسي، بنسبة (41.5%).

ورجَّح 82.1% من المستطلعين أن استمرار الصراع في اليمن تسبب بشكل كبير في زيادة حالات العنف ضد النساء في اليمن، ويعتقد 15% أنه لا علاقة للصراع بزيادة حالات العنف ضد المرأة في اليمن، واتجه ما نسبته 2.9% للقول بإنهم لا يملكون أي فكرة حيال الأمر.

إلى جانب الصراع، يرى المشاركون في الاستطلاع أن هناك الكثير من الأسباب التي تقف وراء العنف ضد المرأة في اليمن، أهمها:*

  • التحيُّز الثقافي والاجتماعي، بنسبة (56.2%).
  • الفقر، بنسبة (%50.1).
  • مشاكل التربية، بنسبة (50%).
  • ضعف القوانين ضد مرتكبي جرائم العنف، بنسبة (43.4%).
  • التمييز النوعي، بنسبة (34.1%).

وأيضًا، يعتقد 52.8% من المشاركين في الاستطلاع أنه لا توجد توعية كافية عن خطورة العنف ضد المرأة والسلوكيات المتعلقة به، في حين يعتقد 45.7% بعكس ذلك، أما عن نسبة الـ1.5% المتبقية فقد قالوا إنهم لا يملكون أي فكرة عمّا إذا كانت توجد توعية كافية عن خطورة العنف ضد المرأة والسلوكيات المتعلقة به أم لا.

وعند سؤال المستطلَعين عن الحلول والإجراءات التي يمكن اتخاذها للتقليل أو الحد من العنف ضد المرأة في اليمن، كانت إجاباتهم كالآتي:*

  • تعزيز الوعي بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، بنسبة (57.8%).
  • وضع قوانين صارمة وفعالة لمكافحة العنف ضد المرأة، بنسبة (56.2%).
  • توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للنساء الضحايا، بنسبة (50.4%).
  • العمل على تعزيز فرص التعليم للنساء والفتيات، بنسبة (39.3%).
  • تمكين المرأة اقتصاديًا من خلال توفير فرص العمل، بنسبة (35%).
  • تعزيز مفهوم الرجولة الإيجابية وتشجيع الرجال على الانخراط في مكافحة العنف ضد المرأة، بنسبة (24.7%).

في الختام، اتفق المشاركون في الاستطلاع على أن استخدام العنف ضد المرأة هو سلوك مشين جدًا، ولا يمكن تبريره. على الرغم من ذلك، زاد انتشاره في اليمن بشكل كبير، لا سيما في السنوات الأخيرة؛ ولذلك يجب تركيز الجهود لوضع حد لهذه الظاهرة وسن قوانين صارمة ضد مرتكبي هذا الفعل، ونشر الوعي عن خطورة العنف على المرأة جسديًا ونفسيًا، كما يجب توفير مركز خدمات لتقديم المساعدة والدعم للضحايا.

 

*       سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بـ 100%

 

you might also like