حنين الوحشالمرأة في التنمية والسلام

 

تواجه اليمن تحديات كبيرة في مجال الصحة الإنجابية، خاصة في ظل الصراع المستمر والأوضاع الإنسانية الصعبة. وتلعب المؤسسات الرسمية دورًا حيويًّا في تعزيز خدمات الصحة الإنجابية عن طريق التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، وتقديم الدعم اللازم للمرافق الصحية.

 

المؤسسات الرسمية وتعزيز الصحة الإنجابية

“تعدُّ وزارة الصحة العامة والسكان الجهة الرئيسية المسؤولة عن تقديم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن، وتعمل الوزارة على وضع السياسات الصحية، وتنفيذ البرامج الوطنية التي تهدف إلى تحسين صحة الأم والطفل، كما تشمل هذه البرامج توفير الرعاية الصحية الأساسية، والتوعية بأهمية الصحة الإنجابية، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة للنساء الحوامل والأمهات الجدد”. وذلك حسب منصور الحبيشي مدير عام الطوارئ.

تتعاون المؤسسات الرسمية في اليمن مع العديد من المنظمات الدولية لتعزيز خدمات الصحة الإنجابية، ومن بين هذه المنظمات منظمة الصحة العالمية (WHO)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، التي تقدّم الدعم المالي والفني للمرافق الصحية، وتسهم في تدريب الكوادر الطبية، وتعمل على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، حسب التقارير المنشورة لتلك المنظمات في مواقعها وصفحاتها الرسمية.

أمّا فيما يخص المشاريع والبرامج الصحية، فتقوم المؤسسات الرسمية بتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج الصحية بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، على سبيل المثال، مشروع خدمات الصحة الأساسية المدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يهدف إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية في المناطق ذات الأولوية في جميع أنحاء البلاد.

كما تعمل منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان على توفير خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة في المرافق الصحية المختلفة في العديد من المحافظات اليمنية.

 

مراكز متخصصة في الصحة الإنجابية

من أبرز المراكز والمرافق الصحية في اليمن التي تقدّم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن، مستشفى الجمهورية التعليمي في عدن؛ إذ يقدّم خدمات شاملة في مجال الصحة الإنجابية، بما في ذلك رعاية الأمومة والطفولة، ومستشفى الصداقة أيضًا، الذي يوفر خدمات الصحة الإنجابية والرعاية الصحية الأساسية للنساء والأطفال، أما في محافظة صنعاء فهناك مستشفى الثورة العام الذي يعدُّ من أكبر المستشفيات في اليمن، ويقدّم خدمات متكاملة في مجال الصحة الإنجابية، ومستشفى السبعين للأمومة والطفولة، الذي يعدُّ متخصصًا في رعاية الأمومة والطفولة وتقديم خدمات الصحة الإنجابية.

كذلك يوجد في تعز مستشفى الثورة العام، ومستشفى الأمومة والطفولة، وفي محافظة حضرموت مستشفى ابن سيناء، يقدّم خدمات صحية متنوعة بما في ذلك الصحة الإنجابية، بجانب مستشفى المكلا، وفي محافظة الحديدة مستشفى الثورة العام، ومستشفى الأمومة والطفولة، وفي محافظة إب هناك مستشفى الثورة العام، ومستشفى الأمومة والطفولة، غير المراكز الصحية في المديريات التابعة لمكاتب وزارة الصحة العامة.

 

تحديات الصحة الإنجابية في اليمن

تعاني المرافق الصحية الرسمية في اليمن من نقصٍ حادٍّ في التمويل والمستلزمات الطبية، ممّا يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية المقدّمة، وتشير التقارير إلى أنّ نصف المنشآت الصحية في البلاد لا تعمل، أو تعمل بشكل جزئي، وأنّ ثلثي المنشآت الصحية العاملة فقط تقدّم خدمات الصحة الإنجابية بسبب نقص العاملين والإمدادات والمستلزمات الطبية.

وترى الدكتورة ريما إسماعيل (طبيبة نساء وولادة) أنّ الصراع المستمر في اليمن أدّى إلى تدمير البنية التحتية الصحية، وتعطيل الخدمات الصحية الأساسية، كما تسبب في نزوح الملايين من الأشخاص، مما زاد من الضغط على المرافق الصحية المتبقية، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الوضع الأمني غير المستقر يجعل من الصعب على النساء والفتيات الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية في العديد من المناطق.

وتضيف: “تعاني اليمن من معدلات عالية من سوء التغذية، خاصة بين النساء الحوامل والأمهات الجدد، ويؤدي سوء التغذية إلى زيادة مخاطر الولادة المبكرة والمضاعفات الصحية للأمهات والأطفال، كما أنّ انتشار الأوبئة، مثل الكوليرا، يزيد من التحديات التي تواجه الصحة الإنجابية في البلاد”.

 

الحلول والمبادرات لتعزيز الصحة الإنجابية

تعمل المؤسسات الرسمية بالتعاون مع المنظمات الدولية على تعزيز النظام الصحي في اليمن، عبر تحسين البنية التحتية الصحية، وتوفير التمويل اللازم، كما تشمل هذه الجهود توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وتدريب الكوادر الطبية، وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة في المرافق الصحية المختلفة.

وبحسب المعالجات التي نفذتها المؤسسات الحكومية، تقول الدكتورة إيمان محمد (طبيبة نساء وولادة): “تلعب التوعية والتثقيف الصحي دورًا مهمًّا في تعزيز الصحة الإنجابية في اليمن في هذه المدّة التي نعيشها في البلاد نتيجة الصراع، فقد نفذت المؤسسات والمنظمات الدولية حملات توعية تستهدف النساء والفتيات في مختلف المحافظات اليمنية؛ من أجل زيادة الوعي بأهمية الصحة الإنجابية، وتقديم المعلومات اللازمة للحفاظ على صحة الأم والطفل”.

وتتابع: “كذلك تقدّم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات في اليمن، عبر توفير خدمات المشورة والدعم النفسي، وتهدف هذه الخدمات إلى مساعدة النساء على التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهْنَها نتيجة الصراع المستمر والأوضاع الإنسانية الصعبة”.

بالنسبة للحلول والمعالجات المقترحة، تقول الدكتورة ريما إسماعيل: “تحسين الصحة الإنجابية في اليمن يتطلب تنفيذ مجموعة من التدخلات والمعالجات التي تهدف إلى تعزيز النظام الصحي وتوفير الرعاية اللازمة للنساء والفتيات، منها توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوفير فرق طبية وعيادات متنقلة لتقديم خدمات الصحة الإنجابية في المناطق النائية والمناطق التي تعاني من نقص الخدمات الصحية، كما تساعد هذه الفرق في تقديم الرعاية الصحية الأساسية، وخدمات الولادة الآمنة، والتغذية للنساء الحوامل”.

وتضيف: “كذلك لا بُدّ من تنفيذ حملات توعية وتثقيف صحي تستهدف النساء والفتيات؛ لزيادة الوعي بأهمية الصحة الإنجابية، وكيفية الحفاظ على صحة الأم والطفل، وتشمل هذه الحملات تقديم معلومات عن تنظيم الأسرة والوقاية من الأمراض، إضافة إلى تدريب العاملين الصحيين، وتوفير الدعم اللازم لهم؛ لضمان تقديم خدمات صحية عالية الجودة، يشمل ذلك تدريب القابلات والممرضات والأطباء على أحدث الممارسات في مجال الصحة الإنجابية”.

كما تنوه على أهمية تعزيز البنية التحتية الصحية عبر إعادة تأهيل المرافق الصحية المتضررة، وتوفير التمويل اللازم لتشغيله، وتعزيز النظام الصحي، عن طريق وضع سياسات صحية فعّالة، وتنفيذ برامج وطنية تهدف إلى تحسين صحة الأم والطفل.

أظهرت المؤسسات الرسمية دورها في تعزيز خدمات الصحة الإنجابية في اليمن عن طريق التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، وتنفيذ المشاريع والبرامج الصحية، وتقديم الدعم اللازم للمرافق الصحية، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الصحة الإنجابية في اليمن، فإنّ الجهود المستمرة لتعزيز النظام الصحي والتوعية والتثقيف الصحي وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي تُسهم في تحسين صحة الأم والطفل في البلاد.