المرأة في التنمية والسلام – أفراح بورجي

تشكل المرأة اليمنية أهمية كبيرة في عملية التنمية المستدامة والتمكين الاقتصادي في اليمن؛ إذ تعدُّ النساء الريفيات عمودًا فقريًّا للقطاع الزراعي، ويشاركنَ في جميع مراحل الإنتاج، من الزراعة إلى الحصاد فالبيع، ويسهمنَ في ضمان الأمن الغذائي لأسرهنّ ومجتمعاتهنّ، كما نرى في المدن نساءً لديهنّ مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم في مختلف القطاعات، يسهمن في تنويع الاقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة، والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية.

استعرض تقرير صادر عن برنامج الأُمم المتحدة الإنمائي (المرأة اليمنية؛ الريادة نحو المستقبل) قصص العديد من النساء اليمنيات اللاتي أثبتنَ مدى قوتهنّ وإصرارهنّ في مواجهة التحديات، وبث الأمل مرة أخرى لجميع النساء اليمنيات في تعزيز دورهنّ بالتنمية المستدامة والتمكين الاقتصادي، خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تمرُّ بها البلد.

كما يؤكد تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جاء بعنوان: “تقييم أثر النزاع في اليمن: مسارات التعافي”، على أهمية تمكين المرأة في سوق العمل كعاملٍ رئيسي لتحقيق انتعاش اقتصادي قوي ومستدام في اليمن، وتحقيق مكاسب كبيرة في إجمالي الناتج المحلي الذي قد تصل إلى 12,5 مليار دولار أمريكي تراكمي بحلول عام 2030م، و270 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2050م.

كما بين التقرير أنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدم في عام 2021م فرص دخل فورية لأكثر من 5900 امرأة يمنية، من خلال النقد مقابل العمل، بالإضافة إلى حصول أكثر من 1200 امرأة على منح صغيرة لإنشاء مشاريعهن الصغيرة أو تنميتها؛ واكتسبت أكثر من 1700 امرأة مهاراتٍ جديدة من خلال التدريب المتنوع.

وبحسب التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المعنون “المرأة اليمنية: الريادة نحو المستقبل”، بيّن أنّ هناك نساء يمنيات لهنّ دور مهمّ في عملية التمكين الاقتصادي، ولديهنّ مشاريع ساعدت في عملية الحفاظ على الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة.

إنجازات رغم الصراع

وأضاف تقرير صادر عن صحيفة “صوت الأمل” بعنوان (سيدات الأعمال في اليمن مستقبل الاستثمارات الكبرى) أنّ هناك سيدات أعمال يُشاد دورهنّ بكل إنجاز وثبات في المجتمع اليمني، وتعدّ “أحلام الدبعي” صاحبة معرض “كار كير” واحدة من تلك الرائدات في عالم المال والأعمال؛ إذ صرحت للصحيفة أنّه على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن في الوقت الراهن، فإنّ المرأة اليمنية استطاعت بأن تكوِّن من إمكانيتها البسيطة شيئًا عظيمًا ومؤثّرًا.

وأشار التقرير أيضًا إلى بداية سيدة الأعمال اليمنية “كلثوم النواصري”، التي كانت بداية مسيرتها في مجال التجارة في كينيا، وكان هذا بتشجيع من زوجها وعائلتها، ولديها شركة تجارية تعمل على الاستيراد والتصدير في الخشب، ولها خبرة طويلة في المجال التجاري الريادي، كما تعد ملهمة للكثير من سيدات الأعمال اليمنيات.

إحصائيات

أشارت دراسة بعنوان (واقع تمكين المرأة اليمنية اقتصاديًّا في مجال المشروعات الصغيرة)، نفّذها اتحاد نساء اليمن، إلى وجود تنوع في المشاريع المنفذة لسيدات الأعمال في اليمن؛ إذ بينت الدراسة وجود نمو بنسبة (16,2) للمشاريع المنفذة خلال العام 2020م، مقارنة بالعام 2019م، كما حظيت المشاريع الصغيرة في مجال الصناعة بأعلى مستوى بنسبة 67,2%، وأنّ مشروعَ الخياطة أكبرُ المشاريع الحِرَفية المنفّذة بنسبة 30,8%.

وفي السياق ذاته، أشار تقرير صحفي بعنوان “المرأة اليمنية سبّاقة في ريادة الأعمال على مستوى الوطن العربي” عام 2022م، إلى أنّ إجمالي عدد سيدات الأعمال في اليمن الذين يزرنَ الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعة في صنعاء بلغ ما يقارب 1886 سيدة أعمال، وأنّ نسبة مشاركة المرأة اليمنية في مجال الأعمال التجارية المتنوعة بلغت ما يقارب 45%.

وبحسب خبراء اقتصاديين هناك العديد من الخطوات العلمية التي تسهم في تمكين المرأة اقتصاديًّا، وذلك عبر توفير فرص التعليم والتدريب لتعزيز مهاراتهنّ وخبراتهنّ، وجعلهنّ أكثر قدرة على المنافسة في سوق العمل، والعمل على توفير بيئة عمل آمنة وداعمة للنساء، ودعمهنّ وتشجيعهنّ على تطوير مشاريعهنّ الخاصة التي تخدم اقتصاد الوطن في مثل هذه الظروف.